نبقى سنين و اعوام.... ننتظر.... و ننتظر وننتظر من قد لا يأتي .... فما الجدوى من الإنتظار ؟!؟! جبروت خيوط الأمل المهترئة تجبرنا على ان نكون خدم مطيعين حتى آخر لحظات زوال هذا المصير المجهول و المظلم
لها ولنا حق القيادة لها ولنا حق قضاء مصالحنا و اعباء معيشتنا لكن هذا الحق اثقل كواهل و سواعد الرجال ممن يعولوننا فألقوا بتبعاته على السائقين الوافدين وتحملنا نحن النزف المادي الذي يصب في مصلحة جيوب الوافدين 40 ريال هي قيمة ما ادفعة للسائق يوميا حتى يوصلني الى مقر عملي ويعيدني الى منزلي لو كنت اقود سيارتي ما دفعت ربع هذا المبلغ لتعبئة بنزين سيارتي يوميا ........... بالأمس القريب قالت لي صديقتي فقدت جوالي و بحثت عنة في كل مكان ولم افلح بالعثور علية و عندما ركبت سيارة السائق بطريق العودة للبيت اذ به يناولني جهازي و على وجهة ابتسامة ماكرة وبعد يومين اذ به يراودها عن نفسها والا ينشر الصور التي نسخها من جوالها حينما كان الجهاز عنده ...... هذة هي نفحات البركة التي يصرون علينا ان نتمتع بها بصحبة السائقين الأجانب والا سوف نحرم منها اذا قدنا سياراتنا بكل شرف و كرامة الى مقر عملنا . هذة ليست فتنة أو رفاهية نطالب بها عبثا أو جزافاً و انما حق لم تطالب به امهاتنا من قبلنا حينما بدأت الطفرة في سبعينيات القرن الماضي على غرار امهاتنا في باقي الدول الخليجية بإستثناء قطر التي لم تمنح هذا الحق ال...
بعد أربعة أيام فقط من كتابة صفحة مذاكراتي ( «لا يُمنع من أتى ولا يُدعى إليها من أباها». ) رحلت أمي عن دنيا كنا نتشاركها سوياً ، غادرت منزلنا للمرة الأخيرة .......... غادرت قبل أن أتمكن من قيادة سيارتي للمرة الأولى....... غادرت قبل أن أتمكن من أخذها بسيارتي إلى شاطئ البحر ....... غادرت قبل أن أتمكن من شراء ما تهواه نفسها من المشارب و المطاعم ....... غادرت قبل أن أشعرها أن كل ما تتمناه نفسها هي أوامر مجابة فليس هناك ما يمنعها أو يؤجلها فأنا أقود سيارتي ..... غادرت قبل أن أصلح جميع ساعتها التي توقف الزمن فيها لأشهر سبقت وفاتها ........ غادرت قبل أن أوفر لها الإكتفاء الذاتي فلا أعلم هل قامت إحدى جاراتها بشراء شي لها ولم تقم بإصاله لها لأنها غادرتنا للأبد ..... كم هي مُرّةٌ هذة الكلمة التي أرددها "غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت" فأنا لأزال تحت تأثير مخدر صدمة الفراق ........ لازلت أظن أني تركت أمي وحدها في منزلنا الذي تشاركنا العيش فيه سوياً .... لازلت أفزع من نومي ظناً مني أنني تأخرت في إعداد وجبة الإفطار الخاصة بها..... لازلت أتسائل يا ترى ...
تعليقات