إلى جنة الخلد يا أمي

بعد أربعة أيام فقط من كتابة صفحة مذاكراتي
 («لا يُمنع من أتى ولا يُدعى إليها من أباها».
رحلت أمي عن دنيا كنا نتشاركها سوياً ،
غادرت منزلنا للمرة الأخيرة ..........
غادرت قبل أن أتمكن من قيادة سيارتي للمرة الأولى.......
غادرت قبل أن أتمكن من أخذها بسيارتي إلى شاطئ البحر .......
غادرت قبل أن أتمكن من شراء ما تهواه نفسها من المشارب و المطاعم .......
غادرت قبل أن أشعرها أن كل ما تتمناه نفسها هي أوامر مجابة فليس هناك ما يمنعها أو يؤجلها فأنا أقود سيارتي .....
غادرت قبل أن أصلح جميع ساعتها التي توقف الزمن فيها لأشهر سبقت وفاتها ........
غادرت قبل أن أوفر لها الإكتفاء الذاتي فلا أعلم هل قامت إحدى جاراتها بشراء شي لها ولم تقم بإصاله لها لأنها غادرتنا للأبد .....
كم هي مُرّةٌ هذة الكلمة التي أرددها "غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت"
فأنا لأزال تحت تأثير مخدر صدمة الفراق ........
لازلت أظن أني تركت أمي وحدها في منزلنا الذي تشاركنا العيش فيه سوياً ....
لازلت أفزع من نومي ظناً مني أنني تأخرت في إعداد وجبة الإفطار الخاصة بها.....
لازلت أتسائل يا ترى هل نفذ مؤقت الغسالة؟ .....هل أصبحت ملابسها جاهزة للنشر؟ .....
لازلت أتسائل هل أزلت ملابسها عن حبل الغسيل ؟ أم لازالت معلقة تنتظر من يرحمها من حرارة الشمس ؟.....
لازلت أفكر يا ترى ماذا أطبخ لأمي اليوم .....
كلما ذهبت إلى منزلنا الذي تشاركنا العيش فيه سوياً يراودني شعور قوي بأن روحها لا تزال موجودة بين جنبات الصالة و غرفة نومها 
كلما ذهبت للتسوق لا شعوريا أجد نفسي قد اشتريت الاصناف التي تفضلها ولا يتناولها الا هي كما لو أنه واجب مقدس علي الإستمرار في شراء الأشياء التي تحبها ......
أفتقد و بشدة تلك الكلمات التي كنت أرددها بشكل روتيني صباح مساء لإلقاء التحية عليها "صباح الخير يا حجة اشلونج اليوم " و "مسا الخير يا حجة كيفج مع هالمسا إن شالله أحسن " وهي ترد علي والإبتسامة تضئ وجهها الأبيض الممتلئ "هلا ،هلا ببنيتي نحمد الله على كل شي " ياااااااااااااااه كم أفتقدك يا أمي ....كم أفتقد رنة صوتك ......كم أفتقد رائحتك ........ كم أفتقد تقليم أظافر يديك و قدميك التي انهيها بقبلةٍ مطولة على يديكِ و رجليكِ فقد كنت أشم ريح الجنة من دونهما .........
لست معترضةً على قضاء الله و قدره لكني كنت أظن و أعتقد إعتقاداً جازماً أن أمي شخص خالد لا يموت ،لكنها و ياللعجب غادرت بدون مقدمات تنبئ بقرب رحيلها المفاجئ حتى هي ذاتها لم تكن تعلم انها راحلة ........
قبل يومٍ من رحيلها طلبت مني شراء مناشف جديدة ........لو علمت أنها راحلة هل يا ترى تطلب مني ذلك ؟؟؟؟؟؟



تعليقات

‏قال غير معرف…
الله يرحم امك دنيا وآخرهـ.
آمممممم..
وجود أي فتآة في عالم النت لايعني
آنهآ سِلعة لـِ آلتعآرف ،
أو لـَ طلب معلومآتها الشخصيه ،
آو صورهَ أو لقآء على ضوء الشموع ،
فـَ زمنْ الغبآء قد إنتهى ,
...لم لـآيگون نطآق التفگير آوسع ؛
[ تبآدل خبرآت ، تجآرب .. آلخ ]
لمَ الجميع ينظر لـَ آلفتآة گ سلعه ،
يتهآفتون لـَ شرآئهآ بِـ گلآم منمق
فهي تستطيع گتآبة
مدونه غزليه في نفسهآ
لمآذآ لأنگون
هنا لـَ نرتقي بتفگيرنآ لـَ نگون شعباً
يُحتذى بهِ لـَ آحترآمه لـَ الـآنثى .
اتمنى قبول صداقتي../اخوك انور البديوي..
مدونتي..
http://anwar-bedawi.blogspot.com/
آيميلي..
ANWAR-BADAWI@HOTMAIL.COM
‏قال نيران صديقة
جزاك الله خيراً أخي .......
لا تقلق فالذين تقصدهم لا يتواجدون في هذا الفضاء
هنا مساحة واسعة للحلم..........
مساحة تكفي لانشاء المدينه الفاضلة ........
مساحة تكفي للتغني بأمجاد الفردوس المفقود .........
محمية محصنة فيه وجة ممتهني الكرامات و تجار الرقيق الاليكتروني ......
حلق و انطلق وانسى واقعنا المرير ........
يمكن للحلم أن يتحقق هنا بلمسة زر ....

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انتظار .....الى متى

الحقوق لا تسقط بالتقادم