إلى جنة الخلد يا أمي
بعد أربعة أيام فقط من كتابة صفحة مذاكراتي ( «لا يُمنع من أتى ولا يُدعى إليها من أباها». ) رحلت أمي عن دنيا كنا نتشاركها سوياً ، غادرت منزلنا للمرة الأخيرة .......... غادرت قبل أن أتمكن من قيادة سيارتي للمرة الأولى....... غادرت قبل أن أتمكن من أخذها بسيارتي إلى شاطئ البحر ....... غادرت قبل أن أتمكن من شراء ما تهواه نفسها من المشارب و المطاعم ....... غادرت قبل أن أشعرها أن كل ما تتمناه نفسها هي أوامر مجابة فليس هناك ما يمنعها أو يؤجلها فأنا أقود سيارتي ..... غادرت قبل أن أصلح جميع ساعتها التي توقف الزمن فيها لأشهر سبقت وفاتها ........ غادرت قبل أن أوفر لها الإكتفاء الذاتي فلا أعلم هل قامت إحدى جاراتها بشراء شي لها ولم تقم بإصاله لها لأنها غادرتنا للأبد ..... كم هي مُرّةٌ هذة الكلمة التي أرددها "غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت،غادرت" فأنا لأزال تحت تأثير مخدر صدمة الفراق ........ لازلت أظن أني تركت أمي وحدها في منزلنا الذي تشاركنا العيش فيه سوياً .... لازلت أفزع من نومي ظناً مني أنني تأخرت في إعداد وجبة الإفطار الخاصة بها..... لازلت أتسائل يا ترى ...